معوقات الهداية
أولأً :- ضعف المجاهدة للنفس فهي ضعيفة في نفوسنا
ثانياً:- تكرر الوقوع في المعاصي النفس أمارة بالسوء متبعة للهوى من أطاعها رمته إلى الضلال فيحرص الإنسان بالمبادرة بالتوبة والإكثار من الطاعات فإنها حصن عظيم من ارتكاب معصي بعدها فلا يكون أرتكاب المعصية إلا بترك الطاعات والتوسع في المباحات
ثالثاً:- الإعتقاد بأن الله غفور رحيم يغفر له الذنوب فيفعل من الذنوب الشئ الكثير بل يصل الأمر إلى الكبائر مؤجلا بذلك الهداية الى الكبر حاله حال من يقول ]عندما نكبر نتوب استمتع بالحياة لا تعقد نفسك لا تحرم نفسك من لذة الدنيا [
بل وصل الأمر إلى نبز أهل الخير والصلاح بأنهم معقدين وكلها سنة أو سنتين ويعود وينحاد عن طريق الخير والصلاح وكأنهم بهذه المقولة والفعل يعتقدون بأن الموت لا يأتي إلا بالكبر
نعم إن الله غفور رحيم ولكنه سبحانه وتعالى شديد العقاب إضف إلى أن الموت أقرب إلينا بكثير كم سمعنا من شاب خرج من بيته وهو في مقتبل عمره ربما لم يتجاوز الثامن عشر أو التاسعة عشر خرج سليما معافا خرج وقد ترك شئ في منزله يكمله من عمل أو واجب وخلافه وربما خرج ولم يودعه أمه كحال المسافر عندما يودع أهله خرج ولم يعلم بأن هناك أمر عظيم ينتظره لم يعلم بأنه لن يعود لم يعلم وهو يخطي خطوات الخروج من المنزل أنها آخر الخطوات لم يعلم بأنه سيموت بعرض ماء من حادث سير أو دهس أو سقوط وربما وفته المنيه وهو في حالة طبيعية سليم معافي وكلنا يعلم قصة ذلك الرجل الذي عاد إلى بيته كعادته وتناول الطعم مع زوجته ثم خلد إلى النوم لتكون النومة الإخيرة التى لم يستقيظ بعده بل حمل من علي فراشه نعم أنه الموت لا يعرف كبيرا أو صغيرا ولا يعرف صحيحا أو مريضا
رابعا :- التسويف البعض يخطر في خاطره الهداية إلى الحق التوبة وترك المعاصي وطلب العلم وحفظ القرآن فيسوف ذلك كل يوم غدا ثم غدا إلى مالا نهاية فهذا باب قد تمكن منه الشيطان في كثير منا فالتسويف لا نهاية له فقد تموت قبل الهداية
خامسا :- الإعتقاد بأن جو الهداية والخير والصلاح جو شدة وتعنت وتزمت ووسوسة وحرمان لكن الواقع غير ذلك فمن سلك طريق الهداية بصدق حصل له من الخير في الدنيا قبل الآخرة الأمر العظيم فتجده أفضل الناس حالا موفق بتوفيق الله سبحانه وتعالى يعيش في جو إيماني جو الإطمئنان والسكون والسرور بل إن الله يقذف طمئنينة في قلوب المهتدين وهذا من آجل ثمار الهداية
سادسا :- تعليق الهداية للطاعة عظيمة الحج أو صيام شهر رمضان فالبعض يعلق فعل الطاعة على الحج أحج بعد ذلك اهتدي فيفعل الكثير من المعاصي والعياذ بالله قبل الحج ويزيد في ذلك معلقا الهدية للخير والصلاح لما بعد الحج ونسى أن للذنوب آثار تبقى فقد يحرم الطاعة في الحج فربما ثقل عليه الدعاء أو قراءة القرآن في الحج أو كان ذلك في رمضان بسبب تلك الذنوب ثم ما يدريك لو أن ملك الموت أتاك قبل رمضان أو الحج فهل ستقول له انتظر إلى أن أحج أو إن ينقضى شهر رمضان
سابعا :- أعتقاد أن النية الطيبة في القلب تكفي وهذا باب ظل فيه الكثير بحجة أن الأعمال الصالحة لا داعى لها فالقلب طيب وسليم وهذا للإسف زعم فاسد وخطير فالصلاح يشمل القول باللسان والفعل بالجوارح والإعتقاد بالقلب ولا يمكن لإحدهما إن يفترقا عن الآخر
ثامنا:- النظر إلى من دونه في الخير والصلاح فقد يتعذر عن الهداية بحجة أنه أفضل من فلان بالسنن الرواتب مثلا أو أن فلان قليل الصيام فلا حاجة للذلك ونسي إن قدوتنا في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأن المراتب العلى في الجنة إنما تنال بالإكثر من الأعمال الصالحة
تاسعا :- حب التحرر ( الشخصية ) وعدم التقيد يظن البعض بأنه إذا سلك طريق الغاوين وأهل الفساد أصبح له شخصية أو هيبة وأنها تزول بسلوك طريق الخير وهذا غلظ عظيم ما ورد لهذا الإنسان إلا من باب الحرمان والعياذ بالله ومن باب تسويل الشيطان له فالخير كل الخير في سلوك طريق الإستقامة والخير وكم كان لإهل الخير من مكانة رفعية عند الله عزوجل أولا ثم في مجتمعاتهم فهم المقدرون عند كبار السن وغيرهم وهم المقدمون في المجالس وذكرهم مرفوع حتي بعد موتهم
موضوع: معوقات الهداية والتوبة 
